ﻭﻟﻠﻪ ﻏﻴﺐ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ] ﺃﻯ ﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ، ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ، ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ، ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ
[ ﻭﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻻ ﻛﻠﻤﺢ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﺃﻭ ﻫﻮ ﺃﻗﺮﺏ ] ﺃﻯ
ﻣﺎ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻗﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻤﺠﻲﺀ ، ﺇﻻ ﻛﻨﻈﺮﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ
ﺑﻄﺮﻑ ﺍﻟﻌﻴﻦ ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﺃﻗﺮﺏ ، ﻷﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ
ﻟﻠﺸﻲﺀ : ﻛﻦ ﻓﻴﻜﻮﻥ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻟﺴﺮﻋﺔ ﻣﺠﻴﺌﻬﺎ ،
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ :
[ ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ ] ﺃﻯ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ، ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ (ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ) ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﺐ ﺑﻬﺎ
ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ
[ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﺧﺮﺟﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻄﻮﻥ ﺃﻣﻬﺎﺗﻜﻢ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ]
ﺃﻯ ﺃﺧﺮﺟﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺭﺣﺎﻡ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ، ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﺻﻼ
[ ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭﺍﻷﻓﺌﺪﺓ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺸﻜﺮﻭﻥ ]
ﺃﻯ ﺧﻠﻖ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ ، ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﺗﺴﻤﻌﻮﻥ ، ﻭﺗﺒﺼﺮﻭﻥ
ﻭﺗﻌﻘﻠﻮﻥ ، ﻟﺘﺸﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ، ﻭﺗﺤﻤﺪﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﺁﻻﺋﻪ
[ ﺃﻟﻢ ﻳﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻣﺴﺨﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺟﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ] ﺃﻯ
ﺃﻟﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﺍ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻣﺬﻟﻼﺕ ﻟﻠﻄﻴﺮﺍﻥ ، ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ
ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ؟
[ ﻣﺎ ﻳﻤﺴﻜﻬﻦ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ] ﺃﻯ ﻣﺎ ﻳﻤﺴﻜﻬﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ
ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺾ ﺃﺟﻨﺤﺘﻬﻦ ﻭﺑﺴﻄﻬﺎ ، ﺇﻻ ﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
[ ﺇﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻵﻳﺎﺕ ﻟﻘﻮﻡ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ] ﺃﻯ ﺇﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺫُﻛﺮ
ﻵﻳﺎﺕ ﻇﺎﻫﺮﺓ ، ﻭﻋﻼﻣﺎﺕ ﺑﺎﻫﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،
ﻟﻘﻮﻡ ﻳﺼﺪﻗﻮﻥ ﺑﻮﺟﻮﺩﻩ ﻭﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ
[ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ﺳﻜﻨﺎ ] ﻫﺬﺍ ﺗﻌﺪﺍﺩ ﻟﻨﻌﻢ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ، ﺃﻯ ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ
ﻭﺍﻟﻤﺪﺭ ، ﻟﺘﺴﻜﻨﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﻣُﻘﺎﻣﻜﻢ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻜﻢ
[ ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺟﻠﻮﺩ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﺑﻴﻮﺗﺎً ] ﺃﻯ ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ
ﺑﻴﻮﺗﺎ ﺍُﺧﺮﻯ ﻭﻫﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘُﺒﺎﺏ ، ﺍﻟﻤﺘﺨﺬﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ
ﻭﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﺍﻟﻮﺑَﺮ
[ ﺗﺴﺘﺨﻔﻮﻧﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﻇﻌﻨﻜﻢ ﻭﻳﻮﻡ ﺇﻗﺎﻣﺘﻜﻢ ] ﺃﻯ ﺗﺴﺘﺨﻔُﻮﻥ
ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻭﻧﻘﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﺎﺭﻛﻢ ، ﻭﻫﻲ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﻲ
ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﺍﻟﺤﻀَﺮ
[ ﻭﻣﻦ ﺃﺻﻮﺍﻓﻬﺎ ﻭﺃﻭﺑﺎﺭﻫﺎ ﻭﺃﺷﻌﺎﺭﻫﺎ ﺃﺛﺎﺛﺎ ] ﺃﻯ ﻭﺟﻌﻞ
ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺻﻮﻑ ﺍﻟﻐﻨﻢ ، ﻭﻭﺑﺮ ﺍﻹﺑﻞ ، ﻭﺷﻌﺮ ﺍﻟﻤﻌﺰ ، ﻣﺎ
ﺗﻠﺒﺴﻮﻥ ﻭﺗﻔﺮﺷﻮﻥ ﺑﻪ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ
[ ﻭﻣﺘﺎﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻦ ] ﺃﻯ ﺗﻨﺘﻔﻌﻮﻥ ﻭﺗﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻦ
ﺍﻟﻤﻮﺕ
[ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﻇﻼﻻ ] ﺃﻯ ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﺍﻷﺑﻨﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ، ﻇﻼﻻ ﺗﺘﻘﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺣﺰ
ﺍﻟﺸﻤﺲ
[ ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺃﻛﻨﺎﻧﺎ ] ﺃﻯ ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺗﺴﻜﻨﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﻟﻜﻬﻮﻑ ﻭﺍﻟﺤﺼﻮﻥ ، ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ : ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻼﺩُ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮ ، ﻭﺣﺎﺟﺘﻬﻢ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻈﻞ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﺤﺮ ﺷﺪﻳﺪﺓ ، ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺫﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﺽ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ
[ ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﺳﺮﺍﺑﻴﻞ ﺗﻘﻴﻜﻢ ﺍﻟﺤﺮ ] ﺃﻯ ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﻦ ﻭﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﻥ ، ﻟﺘﺤﻔﻈﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮ
ﻭﺍﻟﺒﺮﺩ ، ﻭﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﺤﺮً ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺮﺩ ، ﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﻠﻔﻆ
ﻋﻠﻴﻪ
[ ﻭﺳﺮﺍﺑﻴﻞ ﺗﻘﻴﻜﻢ ﺑﺄﺳﻜﻢ ] ﺃﻯ ﻭﺩﺭﻭﻋﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ،
ﺗﺘﻘﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺷﺮ ﺃﻋﺪﺍﺋﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ
________________________________________
[ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺘﻢ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ] ﺃﻯ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻟﻜﻢ ﻭﺃﻧﻌﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳُﺘﻢ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻴﻜﻢ
[ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺴﻠﻤﻮﻥ ] ﺃﻯ ﻟﺘﺨﻠﺼﻮﺍ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ، ﻭﺗﻌﻠﻤﻮﺍ
ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻧﻌﺎﻣﺎﺕ ﺃﺣﺪ ﺳﻮﺍﻩ
[ ﻓﺈﻥ ﺗﻮﻟﻮﺍ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ ] ﺃﻯ ﻓﺈﻥ ﺃﻋﺮﺿﻮﺍ
ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﺟﺌﺘﻬﻢ ﺑﻪ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ، ﻓﻼ
ﺿﺮﺭ ﻋﻠﻴﻚ ﻷﻥ ﻭﻇﻴﻔﺘﻚ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ، ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،
ﻭﺃﺩﻳﺖ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ
[ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﻳﻨﻜﺮﻭﻧﻬﺎ ] ﺃﻯ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻧِﻌَﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﻌﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،
ﻭﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺛﻢ ﻳﻨﻜﺮﻭﻧﻬﺎ ﺑﻌﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺪﻱ : ﻧﻌﻤﺔُ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻲ ﻣﺤﻤﺪ ( ﺹ ) ،
ﻋﺮﻓﻮﺍ ﻧﺒﻮﺗﻪ ، ﺛﻢ ﺟﺤﺪﻭﻫﺎ ﻭﻛﺬﺑﻮﻩ
[ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ] ﺃﻯ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻛﻔﺎﺭﺍً ،
ﻭﻓﻴﻪ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻬﺘﺪﻱ ﻟﻺﺳﻼﻡ ، ﻭﺃﻣﺎ
ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻓﻤﺼﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ
[ ﻭﻳﻮﻡ ﻧﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻣﺔ ﺷﻬﻴﺪﺍ ] ﺃﻯ ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
ﻧﺤﺸﺮ ﺍﻟﺨﻼﺋﻖ ﻟﻠﺤﺴﺎﺏ ، ﻭﻧﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻣﺔ ﻧﺒﻴﻬﺎ ﻳﺸﻬﺪ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻔﺮ
[ ﺛﻢ ﻻ ﻳﺆﺫﻥ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ] ﺃﻯ ﻻ ﻳُﺆﺫﻥ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ
ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺘﺬﺍﺭ ، ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺑﻄﻼﻧﻪ ﻭﻛﺬﺑﻪ
[ ﻭﻻ ﻫﻢ ﻳﺴﺘﻌﺘﺒﻮﻥ ] ﺃﻯ ﻻ ﻳُﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮﺿﻮﺍ
ﺭﺑﻬﻢ ، ﺑﻘﻮﻝ ﺃﻭ ﻋﻤﻞ ، ﻓﻘﺪ ﻓﺎﺕ ﺃﻭﺍﻥ ﺍﻟﻌﺘﺎﺏ
ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺿﺎﺀ ، ﻭﺟﺎﺀ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ، ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ : ﺍﻟﻌُﺘﺒﻰ ﻫﻲ ﺭﺟﻮﻉ ﺍﻟﻤﻌﺘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ
ﻳﺮﺿﻲ ﺍﻟﻌﺎﺗﺐ ، ﻭﺃﺻﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺘﺐ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻮﺟﺪﺓ
ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻘﺎﻝ : ﻋَﺘَﺐ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺮﺗﻚ
ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺘﺒﺊ
[ ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﻼ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻬﻢ ] ﺃﻯ
ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻋﺬﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ، ﻓﻼ ﻳُﻔﺘﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﺳﺎﻋﺔ
ﻭﺍﺣﺪﺓ
[ ﻭﻻ ﻫﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ] ﺃﻯ ﻻ ﻳُﺆﺧﺮﻭﻥ ﻭﻻ ﻳُﻤﻬﻠﻮﻥ
[ ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺷﺮﻛﻮﺍ ﺷﺮﻛﺎﺀﻫﻢ ] ﺃﻯ ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺑﺼﺮ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﺷﺮﻛﺎﺀﻫﻢ ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻬﻢ ﻓﻰ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻭﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ
[ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺭﺑﻨﺎ ﻫﺆﻹﺀ ﺷﺮﻛﺎﺅﻧﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻨﺎ ﻧﺪﻋﻮﺍ ﻣﻦ
ﺩﻭﻧﻚ ] ﺃﻯ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺒﺪﻧﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻚ ، ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ : ﻭﻫﺬﺍ ﺇﻋﺘﺮﺍﻑ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺨﻄﺌﻴﻦ ﻓﻲ
ﺫﻟﻚ ، ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ
[ ﻓﺄﻟﻘﻮﺁ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻧﻜﻢ ﻟﻜﺎﺫﺑﻮﻥ ] ﺃﻯ ﺃﺟﺎﺑﻮﻫﻢ
ﺑﺎﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ، ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻭﺗﻮﻛﻴﺪ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ
ﻳﻮﺟﺐ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺪﻡً ﻭﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ
[ ﻭﺃﻟﻘﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺍﻟﺴﻠﻢ ] ﺃﻯ ﺍﺳﺘﺴﻠﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ
ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻮﻥ ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺑﺎﺀ ﻭﺍﻹﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
[ ﻭﺿﻞ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﺘﺮﻭﻥ ] ﺃﻯ ﺑﻄﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﺆﻣًﻠﻮﻥ ، ﻣﻦ ﺃﻥ ﺁﻟﻬﺘﻬﻢ ﺗﺸﻔﻊ ﻟﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ! ! ﺛﻢ
ﺃﺧﺒﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﻣﺂﻟﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ :
[ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻭﺻﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ] ﺃﻯ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ
ﻭﺑﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻪ ، ﻭﻣﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ
[ ﺯﺩﻧﺎﻫﻢ ﻋﺬﺍﺑﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ] ﺃﻯ ﺯﺩﻧﺎﻫﻢ ﻋﺬﺍﺑﺎً ﻓﻲ
ﺟﻬﻨﻢ ﻓﻮﻕ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻜﻔﺮ ، ﻷﻧﻬﻢ ﺍﺭﺗﻜﺒﻮﺍ ﺟﺮﻳﻤﺔ (ﺻﺪ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ) ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺪﻯ ، ﻓﻮﻕ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ، ﻓﻀﻮﻋﻒ ﻟﻬﻢ
ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ، ﺟﺰﺍﺀ ﻭﻓﺎﻗﺎً
[ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﺴﺪﻭﻥ ] ﺃﻯ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﻓﺴﺎﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ
[ ﻭﻳﻮﻡ ﻧﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻣﺔ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ]
ﺃﻯ ﺃﺫﻛﺮ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻫﻮﻟﻪ ، ﺣﻴﻦ ﻧﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﺃﻣﺔ ﻧﺒﻴﻬﺎ ﻟﻴﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ
[ ﻭﺟﺌﻨﺎ ﺑﻚ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ] ﺃﻯ ﻭﺟﺌﻨﺎ ﺑﻚ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ
ﺷﻬﻴﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻚ
[ ﻭﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺗﺒﻴﺎﻧﺎ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ] ﺃﻯ ﻭﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮ ، ﺑﻴﺎﻧﺎ ﺷﺎﻓﻴﺎ ﺑﻠﻴﻐﺎ ، ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻓﻼ ﺣﺠﺔ ﻟﻬﻢ ﻭﻻ ﻣﻌﺬﺭﺓ ، ﻗﺎﻝ
ﺍﺑﻦ ﺳﻌﻌﻮﺩ : ﻗﺪ ﺑُﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ ،
ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀ
[ ﻭﻫﺪﻯ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻭﺑﺸﺮﻯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ] ﺃﻯ ﻫﺪﺍﻳﺔ
ﻟﻠﻘﻠﻮﺏ ، ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ، ﻭﺑﺸﺎﺭﺓ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﺘﺪﻳﻦ
[ ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ] ﺃﻯ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻤﻜﺎﺭﻡ
ﺍﻷﺧﻼﻕ ، ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﺨﻠﻖ
[ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ] ﺃﻯ ﻣﻮﺍﺳﺎﺓ ﺍﻷﻗﺮﺑﺎﺀ ، ﻭﺧﺼﻪ
ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺑﻪ
________________________________________
[ ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻰ ] ﺃﻯ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ
ﻛﻞ ﻗﺒﻴﺢ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﺃﻭ ﻋﻤﻞ ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ :
ﻫﺬﻩ ﺃﺟﻤﻊُ ﺁﻳﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﺨﻴﺮ ﻳﻤﺘﺜﻞ ، ﻭﻟﺸﺮ ﻳُﺠﺘﻨﺐ
ﻭﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀُ : ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻨﺎﻫﻰ ﻗﺒﺤُﻪ ، ﻛﺎﻟﺰﻧﻰ ، ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ،
ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮُ : ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻨﻜﺮﻩ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ، ﻭﺍﻟﺒﻐﻲُ : ﻫﻮ ﺍﻟﻈﻠﻢ
ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ
[ ﻳﻌﻈﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ ] ﺃﻯ ﻳﺆﺩﺑﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺷﺮﻉ ﻣﻦ
ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ، ﻟﺘﺘﻌﻈﻮﺍ ﺑﻜﻼﻡ ﺧﺎﻟﻘﻜﻢ ، ﺭﺏً ﺍﻟﻌﺰﺓ
ﻭﺍﻟﺠﻼﻝ ! !
ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ :
ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻭﺟﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺪﻳﻊ
ﻧﻮﺟﺰﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ :
1 - ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ [ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺜﻼ ﺭﺟﻠﻴﻦ
ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﺑﻜﻢ . . ] ﺍﻵﻳﺔ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻟﻠﻮﺛﻦ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﺑﻜﻢ
ﺍﻟﺬﻯ ﻻ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﻣﻨﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﺃﺻﻼ ، ﻣﻊ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ
ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮ " ﻭﺷﺘﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﺍﻟﺼﻨﻢ ، ﻓﻔﻴﻬﺎ
( ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ) ﺑﺪﻳﻌﺔ .
2 - ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﻤﺮﺳﻞ ﺍﻟﻤﺠﻤﻞ ﻓﻲ [ ﻛﻠﻤﺢ ﺍﻟﺒﺼﺮ ] ﺃﻯ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻲﺀ ﻭﺍﻟﺴﺮﻋﺔ .
3 - ﺍﻟﻄﺒﺎ ﻕ ﺑﻴﻦ [ ﺳﺮﺍ ﻭﺟﻬﺮﺍ ] ﻭﺑﻴﻦ [ ﻳﻬﺮﻓﻮﻥ . .
ﻭﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ] ﻭﺑﻴﻦ [ ﻇﻌﻨﻜﻢ . . ﻭﺇﻗﺎﻣﺘﻜﻢ ] .
4 - ﺍﻹﻳﺠﺎﺯ ﺑﺎﻟﺤﺬﻑ ﻓﻲ [ ﺳﺮﺍﺑﻴﻞ ﺗﻘﻴﻜﻢ ﺍﻟﺤﺮ ] ﺃﻯ
ﻭﺍﻟﺒﺮﺩ ، ﺣُﺬِﻑ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻷﻭﻝ .
5 - ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻠﻄﻴﻔﺔ [ ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ
ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ]
ﺃﻣﺮ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﻭﻧﻬﻰ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﺎﺕ
ﺍﻟﺒﺪﻳﻌﻴﺔ .
6 - ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻺﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺸﺄﻧﻪ [ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ
ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ] ﺑﻌﺪ ﻟﻔﻆ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﺎﻡ ، ﻟﻠﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮ .
ﻟﻄﻴﻔﺔ :
ﺫﻛﺮ ﺍﻥ " ﺃﻛﺜﻢ ﺑﻦ ﺻﻴﻔﻲ " ﻟﻤﺎ ﺑﻠﻐﻪ ﺧﺒﺮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
( ﺹ) ﺍﻧﺘﺪﺏ ﺭﺟﻠﻴﻦ ﻓﺄﺗﻴﺎﻩ ﻓﻘﺎﻻ : ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ؟ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺛﻢ
ﺗﻼ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ [ ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ
ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ . . ] ﺍﻵﻳﺔ ﻓﺮﺟﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺜﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮﺀﺍ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻵﻳﺔ ﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻲ ﺃﺭﺍﻩ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻤﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ، ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ
ﻣﺴﺎﻭﺋﻬﺎ ، ﻓﻜﻮﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺭﺀﻭﺳﺎ ، ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ
ﻓﻴﻪ ﺃﺫﻧﺎﺑﺎ .
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : [ ﻭﺃﻭﻓﻮﺍ ﺑﻌﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﻋﺎﻫﺪﺗﻢ . . ] ﺇﻟﻰ
ﻗﻮﻟﻪ [ ﺇﻥ ﺭﺑﻚ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻟﻐﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ ] . ﻣﻦ ﺁﻳﺔ
(91) ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺁﻳﺔ ( 110)
ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ :
ﻟﻤﺎ ﺑﺎﻟﻎ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ، ﻭﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ
ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ، ﻭﺫﻛﺮ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻡ ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ، ﺣﺬًﺭ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻧﻘﺾ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺛﻴﻖ ، ﻭﻋﺼﻴﺎﻥ
ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ،
ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺎ ﺃﻋﺪﻩ ﻷﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺕ ﺍﻟﺨﻠﺪ ﻭﺍﻟﻨﻌﻴﻢ .
ﺍﻟﻠﻐﻪ :
[ ﺗﻨﻘﻀﻮﺍ ] ﺍﻟﻨﻘﺾ ﺿﺪ ﺍﻹﺑﺮﺍﻡ ، ﻭﻫﻮ ﻓﻚ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺸﻲﺀ
ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ
[ ﺗﻮﻛﻴﺪﻫﺎ ] ﺍﻟﺘﻮﻛﻴﺪ ﺍﻟﺘﺜﺒﻴﺖُ ﻳﻘﺎﻝ : ﺗﻮﻛﻴﺪ ﻭﺗﺄﻛﻴﺪ
[ ﺃﻧﻜﺎﺛﺎ ] ﺃﻧﻘﺎﺿﺎ ﻭﺍﻟﻨﻜﺚ : ﺍﻟﻨﻘﺾ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺘﻞ
[ ﺩﺧﻼ ] ﺍﻟﺪﺧﻞ : ﺍﻟﺪﻏﻞ ﻭﺍﻟﺨﺪﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻐﺶ ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ
ﻋﺒﻴﺪﺓ : ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻓﻬﻮ ﺩﺧَﻞ
[ ﻳﻨﻔﺪ ] ﻧﻔﺪ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻳﻨﻔﺪ ﻓﻨﻲ