رياض سيف
رياض عودة سيف (الأردن).
ولد عام 1949في ذنّابه ـ طولكرم.
أنهى دراسته قبل الجامعية في مدارس مدينة الزرقاء بالأردن, وحصل على بكالوريوس اقتصاد من الجامعة الأردنية وحضر عدة دورات متخصصة في المحاسبة والاقتصاد والكومبيوتر والتصميم الفني والصحفي.
عمل محاسبا لمدة ست سنوات في أمانة العمل بليبيا, ومحاسبا ثم مدققا في الشركة العربية للصناعات الدوائية.
دواوينه الشعرية: سيدتي الأرض, سيدي الوطن 1989, بالإضافة إلى حكايتين شعريتين: حكاية الولد الفلسطيني طارق الكنعان 1988- شادي يرسم صورة وطنه 1988.
أعماله الإبداعية الأخرى: التراب المر (رواية) 1990.
نال مكافأة مادية من وزارة الإعلام القطرية عن عمله: حكاية الولد الفلسطيني.
ممن كتبوا عنه: محمد مشايخ, وإبراهيم خليل, وزياد عودة, وحمودة زلوم.
عنوانه: بيادر وادي السير ص ب 925161-عمان - الأردن.
من قصيدة: مـــريــــــــــامـــا
تلكم كرمةُ هذا العالم مرياما
تتوحد في جذع الليمون
ليأخذ منها بعض الشبق البريِّ
وتمتزج بضوء الشمس
لتخرج فوق الأسطح لاهبةً
مرياما تعشق فقراء العالم
وتكره أوسمةَ السادة والمنحطِّين
امرأة تحلم بالرؤيا . .
ترفع إصبعها في وجه القاتل .
حالمةً رغم أفول الساعة
تنتظر قدوم الفارس
لا تخشى أن يُسْفك فيها الدم .
... خيالاتٍ تتمختر في كل عيون الأطفال .
تجيء على شكل بنادق .
هذا الأخضر يمتد على كفيها حلما أبديا
يتدلَّه بالأزرق
هذا المتكبر
من أقصى الشرق
إلى أقصى الشرق
ذهولا من حدث يكبر
يأخذ مرياما نحو المقصلةِ
ومرياما تعشقُ
ترقص ...
مرياما تَقْرُبُ ...
تَبْعُد ...
كرمة هذا العالم مرياما عالمة بالسرّ
تذوق مرارة أيام الغربه
قابعة في بئر الغيلانِ
تسبّح باسم الله علواً
تتسامى في الأسحار
وتسجد عند الفجر
تُحَدِّثُ أغصان الزيتون
وتركض
لا تهدأ ..
إذ يصرخ هذا القادمُ نحو الأخضر
هذا المتبرج
بالحنطة
والساعد
تمتد يداها
ترتعش القبله
تغفو
تصحو
وتذوب مع الرمل جراحاً
أفئدة داميةً
وقصائد عابرةً
فالشوق الجارح مرياما
لا يمهل حلم الفقراء
ولا يهمل حَدَّ السيف
ولوجًا نحو الرحم
دخولاً في قافلة القديسين
على طرف الدير
فمرياما راهبةٌ
ناسكةٌ
عابدةٌ
تمسح دمع المحزونين
تَئِنُّ
ولا تظهر غير الفرحه
مرياما قاصدة
دورَ الحدب
وناهجة لونَ القمح
وعالمة أسرارَ الكون
فمن يعرف مرياما
يعرف أن الأرض تدور لعينيها
والبحر يموج بكفيها
والموت
الزهو
الحلم
الجرح
يحيط بنهديها -
والغربة مرياما
تأنفها
والجذر الضارب يلهمها سر النشوة أن تبقى
تلكم مرياما
برجاً ..
وطناً ..
زمناً ..
وعلاماتٍ فارقةً في وجه التاريخ
تحدث عن أسفار
وموانيء حبلى بالأوجاع
وتكتب للأبناء المظلومين
المصلوبين على أعواد القمح
الملتجئين بكأس الزهر
المختبئين بزهر الحنطة
تلكم مرياما
كرمةُ هذا العالم
تتأمل فيكم باسمة
تتمنع عنكم زاهدة
تلقاكم فوق مشارف أدراجكمُ
وتَئِزُّ الطلقة
تلو الطلقه
مرياما إن غضبت
ويلٌ من غضبة مرياما
إن فاض البحر
بما تحمل من هم الدنيا
تجرح ..
تدمي ..
تسكر بالدم ..
وتغلو من فوْرتها
تهدأ .. لا تهدأ
مرياما في كل عواصمهم أفعى
في سم إذاعات السم
دعارة فكره ...
لا هية عنهم - معذرة -
تبحث عن أشلاء المقتولين
تضمد جرح الفقراء
وتمسح دمع المسجونين
تجهز خيل الحرب
وتبكي مرياما
تبكي مرياما
" border="0" alt=""/>